عدد الرسائل : 61 العمر : 38 تاريخ التسجيل : 16/05/2008
موضوع: ابن سينا****** الإثنين مايو 19, 2008 3:09 am
هو الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا . أبو علي ، شرف الملك ، الشيخ الرئيس هو ألمع اسم بعد الرازي في تاريخ الطب العربي . فقد كان الرازي يتفوق على ابن سينا في الطب ، وكان ابن سينا يتفوق عليه في الفلسفة .
وفي الواقع فقد تجلت في ابن سينا صفات الفيلسوف والطبيب والفقيه والشاعر . يعرف عند الغرب باسم (Avicenne) . ولد عام 370 هـ في (أفشنة) إحدى قرى بخارى بلاد فارس ، وكان أبوه من (بلخ) وانتقل إلى بخارى وتزوج من (أفشنة) ، وكان يتعاطى في بخارى مهنة الصرافة . وفي بخارى تلقى ابنه الحسين العلم واستظهر منذ حداثة سنه القرآن الكريم وألم بعلوم الشريعة والدين ، ثم أكب على دراسة الطبيعيات والرياضيات والمنطق وعلوم ما بعد الطبيعة ، وأخذ فن الطب من طبيب مسيحي يدعى عيسى بن يحيى ، وطار صيته في الطب ولما يتجاوز السادسة عشر من عمره ، فأمه الأطباء من كل صوب يأخذون عنه . ولم يكتف من الطب بالدراسة النظرية ، بل راح يعود مرضاه ويجري فيهم اختباراته الشخصية ، مراقبا فيهم سير المرض وأثر العلاج .
استهوته الفلسفة فأكب على دراستها وعكف على علم ما بعد الطبيعة وطالع كتاب أرسطو فيه وأفاد من كتاب الفارابي في أغراض ما بعد الطبيعة الذي شرح فيه علم أرسطو ، فانكشف لابن سينا ما كان مستغلقا عليه منه ، وأقام مذهبا فلسفيا في الوحدانية يقترب إلى أقصى حد ممكن من تركيب يؤلف بين الإسلام وتعاليم أفلاطون وأرسطو . حدث أن طبب نوحا بن نصر ، سلطان بخارى الساماني ، فشفي على يديه فمنحه السلطان حق استعمال مكتبته السلطانية العظيمة فأفاد منها .
قصد جرجان وأقام فيها ثلاث سنوات ، ثم توجه إلى همذان وعالج أميرها شمس الدولة البويهي من مرض عضال فاستوزره ، إلا أن عسكر الأمير ثاروا عليه ونهبوا داره وطلبوا قتله فتوارى ، ثم صار على أصفهان وصنف فيها أكثر كتبه وعاد أواخر أيامه إلى همذان فتوفي في الطريق عن 58 عاما .
أشهر كتبه في الفلسفة (الشفاء) وقد قصد به شفاء النفس من عللها وأخطائها وعالج موضوع النفس بقدر ما عالج موضوع الجسم ، وكتابه (النجاة) وهو مختصر كتابه (الشفاء) ، وأشهر كتبه في الطب كتاب (القانون) وفيه خلاصة فكره الطبي ، شاملا آثار الإغريق والعرب ، وقد ترجم إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر للميلاد وطبع ست عشرة مرة في القرن الخامس عشر ، وكان مادة تعليم الطب في جامعات أوروبا حتى أواخر القرن السابع عشر .
أما مصنفاته الأخرى فكثيرة تربو على المائة وأشهرها كتاب (النجاة) وكتاب (الإشارات والتنبيهات) ، وكتاب (أسرار الحكمة المشرقية) و (رسالة حي بن يقظان) ، وهي غير رسالة ابن الطفيل المسماة بهذا الاسم ، وكتاب (أسباب حدوث الحروف) ورسائل في الحكمة والطبيعيات ، وغير ذلك من مطبوع ومخطوط ، لما استولى أبو سهل الحمداني عامل خراسان لمسعود الغزنوي ، على أصبهان سنة 425 واستخلصها من علاء شبن كاكويه ، والذي أعلن العصيان على الملك مسعود ، نهب جيش أبي سهل خزائن علاء الدين وأمواله ومن جملتها كتب ابن سينا وكان ابن سينا في خدمة علاء الدين ، ونقلت مع الأموال المنهوبة إلى (غزنة) . ولما استولى الغوريون على غزنة سنة 545 أحرقوا المدينة ودمروها ومعها تلك الكتب